دور النظام الغذائي والتغذية في نجاح العلاج من العقم

خلال رحلة العلاج من العقم؛ يبحث العديد من الأزواج عن طرق لزيادة فرصة نجاح هذا العلاج. في هذه الأثناء يلعب نمط الحياة؛ وخاصةً النظام الغذائي والتغذية دوراً مهماً في تعزيز الخصوبة وتقويتها. لقد أظهرت الدراسات المرتبطة بالنظام الغذائي والخصوبة بأن تناول الأطعمة الصحية وتأمين المواد الغذائية الضرورية تساعد في تحسين أداء المبيضين، رفع جودة الحيوانات المنوية إضافةً إلى تعزيز الصحة العامة للجهاز التكاثري بشكلٍ عام. بالمقابل فإن تناول الأطعمة غير الصحية من الممكن أن يسبب اضطراباً في هرمونات الجسم وبالتالي انخفاضاً في الخصوبة والقدرة على الإنجاب.

تهدف هذه المقالة إلى تقديم دليل شامل حول تأثير التغذية على الخصوبة والإنجاب ونجاح طرق الإخصاب المساعد مثل عملية أطفال الأنابيب. في هذه المقالة سنقوم بتعريفكم بالمواد الغذائية والأطعمة الرئيسية التي ترفع من جودة كلٍ من البويضات والحيوانات المنوية والأطعمة المضرة بها بهدف زيادة فرصة نجاح علاج العقم. كونوا معنا في هذا المقال.

كيف يؤثر النظام الغذائي الصحي في القدرة على الإنجاب ونجاح العلاج من العقم؟

كيف يؤثر الطعام الذي نتناول على معدل الخصوبة؟

تتأثر الخصوبة بعدد من العوامل حيث يُعتبر النظام الغذائي أهم هذه العوامل. من الممكن أن تقوي الأطعمة والمشروبات التي تتناولونها خلال اليوم على العمليات المرتبطة بالتكاثر أو قد تسبب ضرراً على هذه العملية في بعض الأحيان. تلعب التغذية دوراً مهماً في تحضير الجسم للإنجاب وذلك من خلال ضبط وتنظيم مستويات الهرمونات الجنسية وحتى المحافظة على صحة وسلامة البويضات والحيوانات المنوية. من الممكن تلخيص تأثير التغذية والنظام الغذائي على نجاح عملية العلاج من العقم من خلال الجوانب والنقاط التالية:

  • المساعدة في ضبط الوزن

    إن امتلاك وزن متعادل يؤثر بشكلٍ كبير في نجاح العلاج من العقم وعملية أطفال الأنابيب. من الممكن أن يؤدي الوزن الزائد عند النساء إلى اضطراب وخلل في التوازم الهرموني، اضطراب في عملية الإباضة، التأثير في أداء جدار الرحم، الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري. لهذا السبب فإن الوزن الزائد والسمنة يؤثران بشكلٍ سلبي على قدرة المرأة على الإنجاب إضافةً إلى زيادة المضاعفات الناجمة عن العلاج من العقم وزيادة احتمال الإجهاض. أيضاً فإن الوزن الزائد والسمنة وحتى انخفاض الوزن من الممكن أن تؤثر سلباً على القدرة على الإنجاب. لهذا السبب فإن امتلاك وزن متعادل وصحي يُعتبر ضرورياً لتعزيز القدرة على الإنجاب وزيادة فرصة نجاح العلاج من العقم. إن النظام الغذائي الصحي والمغذي إلى جانب النشاط البدني المنتظم يساعدان بشكلٍ كبير في المحافظة على وزن صحي ومتعادل والحصول على نتيجة من علاج العقم.

  • المحافظة على التوازن الهرموني

    يساعد تناول الأطعمة الصحية والغنية بالمواد المغذية في إنتاج الهرمونات الجنسية والمحافظة على توازنها إضافةً إلى أنه يوفر ظروف مساعدة للإباضة وانغراس الجنين في الرحم. أما الاضطراب في توازن الهرمونات فإنه يؤدي إلى مشكلات مختلفة من جملتها انخفاض وتراجع في الرغبة الجنسية، اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها وحتى عدم حدوث الإباضة كما أنه يؤدي إلى ارتفاع احتمال العقم بشكلٍ ملحوظ. إضافةً إلى ذلك فإن أحد أسباب فشل عملية أطفال الأنابيب هو عدم تشكل الجنين وذلك بسبب عدم التوازن الهرموني. إضافةً إلى ذلك فإن اضطراب التوازن الهرموني من الممكن أن يقلل من فرصة انغراس الجنين خلال عمليات العلاج من العقم، كما أنه يقلل من احتمال نجاح عملية العلاج. من الممكن لبعض المواد الغذائية الحاوية على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين D وE، أوميغا 3، السيلينيوم، الحديد وغيرها أن تؤمن التوازن الهرموني إضافةً إلى توفير الظروف المناسبة في الجسم للعلاج من العقم.

  • تقليل الالتهابات في الجسم

    ترتبط الالتهابات المزمنة المرافقة للعديد من الأمراض مثل الأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، السرطانات؛ بالعقم. أظهرت الدراسات أنه في بعض الظروف كالعدوى الميكروبية، متلازمة المبيض متعدد الكيسات والانتباذ البطاني الرحمي التي تترافق بالالتهاب؛ يزداد احتمال حدوث العقم. أيضاً فإن الالتهابات المزمنة في الجسم من الممكن أن تؤثر على الرحم، عنق الرحم والمشيمة وبالتالي تؤدي إلى تعرض عملية انغراس الجنين في الرحم إلى مشكلة حقيقية. لهذا السبب فإن وجود التهاب في الجسم يقلل من فرصة نجاح العلاج من العقم و أطفال الأنابيب. يساعد النظام الغذائي الحاوي على الخضروات الورقية، الأسماك الدسمة، المكسرات والحبوب الكاملة في التخفيف من الالتهابات وتحسين ظروف الجسم للعلاج من العقم.

  • رفع جودة البويضات والحيوانات المنوية

    من الممكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي والمغذي في تغذية مناسبة للمبيضين والخصيتين وتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية. إن تناول أطعمة حاوية على مضادات الأكسدة مثل الفواكه، الخضروات والحبوب الكاملة يحارب الإجهاد التأكسدي في الجسم كما يؤدي إلى رفع جودة البويضات والحيوانات المنوية. إن كلاً من الجوز، الأسماك الدسمة، الأفوكادو الغنية بالأوميغا 3 تلعب دوراً في مجانسة غشاء البويضة والحيوانات المنوية. تؤثر جودة البويضة والحيوانات المنوية بشكلٍ ملحوظ في جودة الجنين، نمو الجنين وانغراسه في الرحم بشكلٍ أفضل خلال عملية العلاج من العقم. تعرف على المزيد حول النصائح لتحسين جودة البويضات: كيفية تحسين جودة البويضات والحمل

  • تحسين صحة وسلامة الرحم

    إن المواد المغذية الحاوية على الكالسيوم، الحديد، الفيتامينات ومضادات الأكسدة تساعد جميعها في تقوية جدار الرحم وتوفير الظروف المناسبة لانغراس الجنين وتعشيشه. لهذا السبب فإن تناول هذه المواد الغذائية من الممكن أن يساعد في زيادة صحة وسلامة الرحم وزيادة فرصة نجاح العلاج من العقم و‌عملية أطفال الأنابيب.

المواد الغذائية الرئيسية لتعزيز القدرة على الإنجاب

إن الفيتامينات، المعادن، وجميع المواد المغذية ضرورية جميعاً في المحافظة على صحة وسلامة الجهاز التكاثري إلا أن البعض منها يلعب دوراً أكثر أهمية في المحافظة على توازن الهرمونات وتعزيز الخصوبة. وتتضمن بعض هذه المواد المغذية الأساسية لتعزيز القدرة على الإنجاب وزيادة فرصة نجاح العلاج من العقم كلاً مما يلي:

1. مضادات الأكسدة

يؤثر الإجهاد التأكسدي في صحة وسلامة البويضات والحيوانات المنوية كما يؤدي إلى العقم. تحارب مضادات الأكسدة الإجهاد التأكسدي كما أنها تقلل من تأثيراتها الضارة. ينصح المتخصصون والخبراء الأشخاص الذين يرغبون بالإنجاب بوضع الحصول على مضادات الأكسدة التالية ضمن أولوياتهم الغذائية:

  • فيتامين C

    إن لهذا الفيتامين تأثيراً ملحوظاً على صحة وسلامة الحيوانات المنوية كما أنه يؤدي إلى توفير الشكل والحركة الأفضل للحيوانات المنوية. يقوم الفيتامين C بحماية الحمض النووي DNA في الحيوانات المنوية من الجذور الحرة كما أنه يلعب دوراً مهماً في تخفيف التشوهات الكروموسومية (الصبغية) وحدوث الإجهاض. إن حصول النساء على كميات كافية من الفيتامين C من الممكن أن يساعد في تأمين التوازن الهرموني، تنظيم وضبط الدورة الشهرية، وتحسين عمل وأداء المبيضين. إضافةً إلى ذلك فإن تأمين الفيتامين C يؤثر في صحة الرحم وزيادة ثخانة جداره أيضاً. إن الخضروات (مثل البروكلي، القرنبيط، الفلفل الرومي) والفواكه (مثل الحمضيات، الكيوي، اليقطين، والفريز) هي من المصادر الغنية بالفيتامين C. أيضاً فإن استخدام المكملات الحاوية على الفيتامين C من الممكن أيضاً أن تعوض نقص هذا الفيتامين في الجسم.

المواد الغذائية الرئيسية لتعزيز القدرة على الإنجاب

  • فيتامين E

    يقوم هذا الفيتامين بحماية الغشاء السيتوبلازمي للحيوانات المنوية كما يؤدي إلى تحسين حركة الحيوانات المنوية. إن الحصول على كميات كافية من الفيتامين E في النساء من الممكن أن يساعد في التخفيف من الأضرار الناتجة عن الإجهاد التأكسدي في البويضات وتحسين جودتها. من ناحيةٍ أخرى فإن هذا الفيتامين يؤدي إلى انغراس أفضل للجنين وتقليل خطر الإجهاض وذلك من خلال زيادة ثخانة جدار الرحم. يوجد الفيتامين E في القمح الكامل، بذور عباد الشمس، اللوز، البروكلي، زيت الزيتون وغيرها.

  • السيلينيوم

    أظهرت الأبحاث أن هذه المادة المعدنية تؤدي إلى زيادة عدد الجريبات السليمة والصحية كما تساعد في بلوغ ونضج هذه الجريبات. إضافةً إلى ذلك فإن السيلينيوم يلعب دوراً مهماً في زيادة جودة الحيوانات المنوية وحركتها. إن كلاً من لحم الدجاج، بيض الدجاج، البقوليات، الفطر، اللوز تعتبر من المصادر الغنية بالسيلينيوم.

2. فيتامين D

الفيتامين D هو أحد العناصر الغذائية الأخرى التي يجب الاهتمام بها والانتباه إليها في التغذية قبل العلاج من العقم. أظهرت الدراسات إلى أن نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب كان أعلى 4 أضعاف عند النساء اللاتي مستويات الفيتامين D لديهن مرتفعة وذلك بالمقارنة مع النساء اللاتي يعانين من نقص في فيتامين D. هذا الفيتامين إضافةً إلى تعزيز جودة البويضات فإنه يساعد في انغراس الجنين وتعشيشه. لهذا السبب يُنصح النساء بتناول هذا الفيتامين قبل العلاج من العقم وبعده وأثناء العلاج من العقم. يرفع هذا الفيتامين مستويات التستوسترون كما يزيد من أعداد وحركة الحيوانات المنوية كما يحسن من قدرة الرجال على الإنجاب أيضاً. يوجد الفيتامين D في الألبان والأجبان، زيت الكبد، الأسماك والأسماك الدهنية.

3. الفولات (فيتامين B9)

تُعرف الفولات بحمض الفوليك، هذه المادة ضرورية للوقاية من التشوهات الخلقية وخاصة عيوب الأنبوب العصبي.  يساعد هذا الفيتامين في حدوث الإباضة من خلال التأثير على الهرمونات الجنسية كما أنه يقلل المدة المتوقعة لحدوث الحمل. إن تناول حمض الفوليك مفيد أيضاً للرجال. أظهرت الدراسات المتعلقة بالنظام الغذائي والإنجاب أن عوز هذا الفيتامين يقلل من عدد الحيوانات المنوية وحركتها. أما الأطعمة الحاوية على حمض الفوليك فتتضمن الكبد، العدس، نخالة الأرز، الفول السوداني، السبانخ، الشوندر، الموز والهليون.

4. فيتامين B12

يتوفر الفيتامين B12 في الأطعمة الحيوانية مثل لحم الطيور، الأسماك، والبيض كما تعتبر مادة مغذية ضرورية لحسين جودة الحيوانات المنوية. يساعد هذا الفيتامين في تعزيز وتحسين جودة البويضات والانغراس والتعشيش الجنيني من خلال تخفيف الالتهاب في الجسم.

5. الحموض الدسمة أوميغا 3

يساعد الحمض الدسم أوميغا 3 في تخفيف الالتهاب في الجسم كما أنه مفيد في تنظيم الهرمونات الجنسية. يرفع هذا الحمض الدسم جودة البويضات والحيوانات المنوية كما أنه يزيد فرصة الحمل عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS). يوجد هذا الزيت في بذور الكتان، الجوز، بذور الشيا ولحوم الأسماك.

6. الزنك

أفضل الأطعمة لزيادة الخصوبة

عندما يتم الحديث عن العلاقة ما بين التغذية والإنجاب فإن الزنك هو أحد الجوانب والنقاط التي يجب الإشارة إليها. يساعد الزنك في إنتاج هرمون التستوسترون إضافةً إلى المساعدة في تشكيل غشاء الحيوانات المنوية. أيضاً فإنه يحول دون تضرر DNA الحيوانات المنوية. يُعتبر الزنك أحد العناصر المؤثرة في نضج البويضات كما أنه يساعد في تعزيز جودة البويضات وعبور الحيوانات المنوية لغشاء البويضة. إن كلاً من الشوفان، منتجات الألبان والأجبان، صفار البيض، البقوليات، المكسرات والشوكولاته المرة هي مصادر غنية بالزنك.

7. الحديد

تلعب هذه المادة المعدنية دوراً في إنتاج الهيموغلوبين. الهيموغلوبين هو بروتين يوجد في الكريات الدموية الحمراء والذي ينقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم بما فيها المبيضين والرحم. لهذا السبب فإن الحصول على كميات كافية من الحديد من الممكن أن تساعد في نقل أفضل للأكسجين، تحسين أداء المبيضين ورفع جودة البويضات أيضاً. من الممكن أن يؤدي نقص الحديد عند الرجال إلى انخفاض في مستويات هرمون التستوسترون وأن يتسبب بتأثير سلبي على جودة الحيوانات المنوية. يوجد الحديد في كلٍ من السبانخ، اللحوم الحمراء، الكبد، الحبوب الكاملة، العدس، لب الجوز، الكينوا وغيرها.

نصائح التغذية لزيادة فرصة نجاح العلاج من العقم

إن النظام الغذائي الصحي والمتوازن هو أحد العوامل المهمة والمؤثرة في صحة وسلامة الجسم. حيث أن نقص بعض العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من الممكن أن يؤدي إلى اضطراب وخلل في الأجهزة المختلفة في الجسم والتسبب بمشكلات خطيرة على صحة الجسم. إن العقم هو أحد المشكلات التي من الممكن أن تظهر أو تحدث نتيجة الأطعمة والتغذية غير الصحية. لهذا السبب فإن الاهتمام والانتباه لبعض النصائح والتوصيات من الممكن أن يساعد في تحسين القدرة الإنجابية ورفع فرص نجاح العلاج من العقم. وكما تعلمون فإن بعض المواد الغذائية يساعد في المحافظة على صحة وسلامة البويضات والحيوانات المنوية بالمقابل فإن البعض الآخر من الممكن أن يتسبب بالتهابات واضطرابات هرمونية. فيما تبقى في هذا الفصل سنقوم بالتعرف على بعض الأكعمة المفيدة والمضرة بالخصوبة والإنجاب:

الأطعمة المفيدة لتعزيز القدرة على الإنجاب

إذا كنتم تبحثون عن طريقة لتحسين قدرتكم على الإنجاب وزيادة فرصة نجاح علاج العقم فإننا ننصحكم بعدم إهمال تناول الأطعمة التالية:

·        الفواكه والخضروات

تحتوي الفواكه والخضروات الملونة مثل التوت، الحمضيات، الجزر والخضروات الورقية على مضادات أكسدة، فيتامينات، ومواد معدنية كما أنها تساعد في تعزيز جودة البويضات والحيوانات المنوية إضافةً إلى تنظيم الهرمونات وتخفيف الإجهاد التأكسدي. إضافةً إلى ذلك فإن تناول هذه الأطعمة بانتظام يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي إلى جانب كونها مفيدة في المحافظة على الصحة العامة للجسم.

·        الحبوب الكاملة

تُعتبر الحبوب الكاملة مثل الشوفان وخبز النخالة مصدراً جيداً لفيتامينات المجموعة B. أحد أهم الميزات للحبوب الكاملة هو أنها ترفع مستويات سكر الدم ببطء وبالتدريج كما أنها تمنع تذبذه بشكل شديد ومفاجئ. هذه الخاصية تؤدي إلى ضبط وتنظيم مستويات هرمون النمو في الجسم. وعلى اعتبار أن الارتفاع المفرط في الإنسولين من الممكن أن يسبب اضطرابات في مستويات الهرمونات الجنسية وخللاً في عملية الإباضة فإن تناول الحبوب الكاملة يساعد في تنظيم عملية الإباضة وتعزيز الخصوبة.

·        البروتينات الخالية من الدسم

يجب أن يتضمن النظام الغذائي اللازم من أجل الجاهزية للحمل والإنجاب كلاً من لحوم الدجاج، الأسماك الخالية من الزئبق مثل السردين والسلمون إضافةً إلى بيض الدجاج. هذه الأطعمة غنية بالبروتين، الزنك، والحديد والتي تلعب جميعاً دوراً مهماً في تعزيز وتقوية القدرة على الإنجاب. أيضاً تُعتبر البقوليات مثل العدس والفاصولياء خياراً مناسباً من أجل زيادة فرصة نجاح العلاج من العقم. هذه البقوليات والحبوب هي مصدر غني بالأللياف والبروتين كما أنها تساعد في تثبيت مستويات سكر الدم وتأمين المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم.

·        الدهون الصحية

أظهرت الدراسات بأن الدهون الصحية الموجودة في الأسماك (خاصةً سمك السلمون والسردين)، الأفوكادو، المكسرات، زيت الزيتون تتميز بخواص مضادة للالتهاب كما أنها توفر الظروف الملائمة للحمل.  أوميغا 3 هو أحد الحموض الدسمة المفيدة التي تساعد في نمو وتطور الجهاز العصبي للجنين كما أنها تقلل من خطر الولادة المبكرة. لهذا السبب وقبل الحمل من الأفضل تناول الأطعمة والمكملات الحاوية على الأوميغا 3.

·        الألبان والأجبان

الأطعمة المفيدة لتعزيز القدرة على الإنجاب

من أجل دعم الخصوبة والقدرة على الإنجاب فمن الأفضل استبدال الحليب وكافة الألبان والأجبان قليلة بالدسم بمنتجات الألبان والأجبان كاملة الدسم. أظهرت بعض الدراسات بأن تناول كميات كبيرة من الألبان والأجبان قليلة الدسم من الممكن أن تزيد من خطر العقم الناتج عن مشكلات الإباضة. إن الألبان والأجبان كاملة الدسم غنية بالحموض الدسمة المشبعة، فيتامين K، D، E، A، وK2 المفيدة لتعزيز الخصوبة والقدرة على الإنجاب. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الألبان والأجبان كاملة الدسم يجب أن يتم تناولها بكميات محددة.

الأطعمة المضرة على الخصوبة والإنجاب

تؤدي بعض الأطعمة أو المشروبات إلى إحداث خلل واضطرابات في الهرمونات كما أنها تؤدي إلى جعل العقم أكثر تعقيداً. لهذا السبب ومن أجل تعزيز القدرة على الإنجاب وزيادة فرصة نجاح أطفال الأنابيب فإنه يجب الحد من تناول هذه الأطعمة والمواد الغذائية. تتضمن هذه المواد الغذائية كلاً مما يلي:

·        المشروبات الحلوة

تحدث المقاومة للإنسولين عندما لا تستجيب خلايا الجسم لهرمون الإنسولين بشكلٍ جيدٍ وسوي. تؤدي هذه الحالة إلى إجبار البنكرياس على إنتاج كميات أكبر من الإنسولين من أجل ضبط مستويات سكر الدم. إن ارتفاع مستويات الإنسولين له تأثير سلبي على عملية الإباضة كما أنه يزيد من احتمال الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.

تُعتبر السمنة أحد أهم عوامل خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين. وعلى اعتبار أن المشروبات الحلوة مثل العصائر الصناعية والمياه الغازية غنية جداً بالسعرات الحرارية؛ فإن تناولها يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى المقاومة للإنسولين.

·        الأطعمة المصنعة (المعالجة)

إن معظم الأطعمة المعالجة مثل النقانق، السجق (الكالباس)، الخضار المعلبة والوجبات السريعة تكون خالية من العناصر الغذائية الضرورية كما أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المكررة والدهون غير الصحية. إن الكربوهيدرات المكررة ترفع مستويات سكر الدم كما أنها تسبب اضطراباً في عملية الإباضة. أيضاً فإن الدهون غير الصحية إضافةً إلى أنها ترفع مستويات الالتهاب في الجسم وتؤثر في صحة البويضات والحيوانات المنوية.

·        الكافئين

إذا كنتم ترغبون بالحمل والإنجاب فمن الأفضل تقليل تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافئين مثل القهوة والشوكولا بالتدريج. أظهرت الدراسات بأن تناول أكثر من 200 إلى 300 مليغرام من الكافئين في اليوم يقلل من احتمالية حدوث الحمل.

·        الكحول

ينصح الخبراء والمتخصصون الأشخاص الذين يرغبون بالإنجاب بأن يتجنبوا تناول الكحول. إن للكحول تأثير سلبي على صحة الحيوانات المنوية كما أنه يقلل من القدرة على الإنجاب. إضافةً إلى ذلك فإن تناول الكحول خلال فترة الحمل من الممكن أن يؤثر بشكلٍ كبير على صحة وسلامة الجنين وحتى من الممكن أن يتسبب بالإجهاض.

·        الدهون المتحولة

تؤدي الدهون المتحولة الموجودة في العديد من الأطعمة المعالجة، الوجبات السريعة والأطعمة المقلية؛ إلى اضطرابات في الهرمونات كما أنها تسبب مشاكل في الإباضة أيضاً. هذه الدهون غير الصحية تؤثر على صحة وسلامة البويضات والحيوانات المنوية من خلال رفع مستويات الالتهاب في الجسم.

الأطعمة المضرة على الخصوبة والإنجاب

تأثير التغذية على نجاح عملية أطفال الأنابيب

عملية أطفال الأنابيب (IVF) هي طريقة طبية لعلاج العقم والتي يتم فيها دمج البويضة بالحيوانات المنوية في بيئة مختبرية ليحدث بعد هذه العملية تشكل الجنين. في النهاية يتم نقل الجنين إلى الرحم لاستكمال نموه. ومن أجل زيادة فرصة الحمل والإنجاب بهذه الطريقة فإنه يجب قبل وأثناء وبعد عملية أطفال الأنابيب تناول الأطعمة ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن.

يُنصح قبل عملية سحب البويضة بثلاثة أشهر على الأقل باتباع نظام غذائي وسطي ومتوازن. يتضمن هذا النظام الغذائي عناصر غذائية ضرورية للجسم مثل الفيتامينات، مضادات الأكسدة، الدهون الصحية والعناصر الدقيقة المختلفة. من الممكن أن يساعد النظام الغذائي الوسطي في رفع جودة البويضات والحيوانات المنوية وزيادة فرصة نجاح تشكيل جنين بجودة عالية. يُنصح بتناول الأطعمة الطازجة مثل الفواكه، الخضروات، المكسرات، البقوليات، الحبوب الكاملة، الألبان والأجبان، لحوم الدجاج والسمك، بيض الدجاج والدهون الصحية مثل زيت الزيتون في هذا النظام الغذائي. من ناحيةٍ أخرى فإنه يجب تجنب تناول الأطعمة الحاوية على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والمحليات الصناعية مثل الأطعمة المعالجة، الخضروات المعلبة، الوجبات السريعة والعصائر الصناعية. تعرف على المزيد حول نصائح التحضير قبل عملية أطفال الأنابيب: كيف تستعد لعملية أطفال الأنابيب؟

ضمن دليل النظام الغذائي المتعلق بالإنجاب يُنصح باتباع نظام غذائي صحي بعد سحب البويضة وذلك بهدف المحافظة على صحتكم وزيادة فرصة انغراس الجنين ودعم نموه. فيما يلي سنقدم لكم عدة نصائح تتعلق بالنظام الغذائي الخاص بعملية أطفال الأنابيب والذي يجب الالتزام به بعد نقل الجنين إلى الرحم:

  • قوموا بتضمين اللحوم الخالية من الدهون، السمك، البيض والبقوليات ضمن نظامكم الغذائي.
  • لا تنسوا تناول زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات.
  • أيضاً قوموا بتضمين الفواكه والخضروات الطازجة والملونة في كل وجبة غذائية لكم.
  • قوموا بتناول الأطعمة الحاوية على الفولات مثل البرتقال، الخضروات، الخضروات الورقية خضراء اللون والبقوليات.
  • قوموا بشرب ثماني أكواب من الماء يومياً على الأقل من أجل المحافظة على رطوبة الجسم.
  • قوموا بتقليل الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر.
  • تجنبوا شرب الكحول والحد من تناول المشروبات الحاوية على الكافئين.

عند الخضوع للعلاج بعملية أطفال الأنابيب فإنه يُنصح بتناول المكملات الغذائية الدوائية مثل فيتامين D، حمض الفوليك، أوميغا 3 وغيرها وذلك بعد استشارة طبيب أو متخصص تغذية. يمكنك قراءة المزيد عن الأطعمة المناسبة قبل عملية أطفال الأنابيب: التغذية المناسبة قبل عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري

التغذية المناسبة قبل عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري

النظام الغذائي المناسب لعلاج أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات

إن مقاومة الإنسولين هي واحدة من المشكلات الأكثر شيوعاً المرتبطة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)؛ بحث أن 50 إلى 75 بالمئة من النساء المصابات بهذا المرض يعانين من مقاومة الإنسولين. بناءً على الدراسات فإن المقاومة للإنسولين تؤثر على الخصوبة والإنجاب من خلال التسبب باضطرابات في عملية الإباضة وتقليل البويضات عالية الجودة.

يقوم متخصصو الأنظمة الغذائية والإنجاب بضبط وتنظيم النظام الغذائي لدى مرضى PCOS بحيث يساعدهم في علاج مقاومة الإنسولين. يحتوي هذا النظام الغذائي على السمك، زيت الزيتون، البقوليات، الخضروات الخالية من النشويات (السبانخ، الملفوف، الطماطم، الفطر والكرفس)، الفواكه الطازجة (الحبوب الكاملة (الأرز البني، خبز الشعير والنخالة، المعكرونة والباستا المطهية بالحبوب الكاملة) والمشروبات الصحية وخاصةً الماء.

من الممكن لتناول الأطعمة الدهنية والنشوية والغنية بالسكريات المكررة أن ترفع مستويات الالتهاب في الجسم وأن تسبب تفاقمأعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS. لهذا السبب فإنه يجب على مرضى متلازمة المبيض متعدد الكيسات تجنب الأطعمة المقلية، المنتجات الغذائية المعالجة، الوجبات الخفيفة، الحبوب المكررة (الخبز والأرز الأبيض)، المياه الغازية والكحول وغيرها.

النظام الغذائي المناسب لعلاج أعراض الانتباذ البطاني الرحمي

الانتباذ البطاني الرحمي هو مرض مزمن يحدث فيه نمو خلايا شبيهة بنسيج الرحم في مكانٍ ما خارج نسيج الرحم وتؤدي إلى آلام في الحوض، آلام طمثية شديدة، ألم أثناء العلاقة الجنسية وحتى تؤدي إلى العقم أيضاً. من الممكن أن يساعد النظام الغذائي المناسب في ضبط المشكلات الناجمة عن هذا المرض والحد من انتشاره وتفاقمه.

إن اللحوم الحمراء والأطعمة الحاوية على الدهون المتحولة ترفع من مستويات الالتهاب في الجسم كما أنها تتسبب بتشديد أعراض المرض. من الممكن أن يتسبب تناول الكحول، الكافئين والدهون المشبعة تفاقم المرض.

بالمقابل فإن الأطعمة الغنية بالألياف (كالفواكه، الخضروات والحبوب الكاملة)، الحموض الدسمة الأساسية (كالأسماك، الجوز وبذور الشيا)، مضادات الأكسدة (التوت والسبانخ)، الحديد والكالسيوم (الخضروات الورقية الداكنة والبقوليات) من الممكن أن تخفف من الالتهاب، تساعد في ضبط وتنظيم الهرمونات والتعافي من أعراض الانتباذ البطاني الرحمي.

كيف يزيد الأشخاص النباتيون فرصة نجاح العلاج بعملية أطفال الأنابيب؟

أظهرت الأدلة حول العلاقة ما بين التغذية والإنجاب والخصوبة إلى أن النظام الغذائي النباتي من الممكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة وجودة البويضات والحيوانات المنوية وذلك بسبب زيادة خطر نقص البروتين، الحديد، الكالسيوم، فيتامين B12 وأوميغا 3. إذا قمتم بإلغاء الأطعمة الحيوانية فإنه يتوجب عليكم لتأمين حاجاتكم الغذائية القيام بكلٍ مما يلي:

  • يجب تناول البروتينات النباتية مثل البقوليات بكميات كافية.
  • يجب عليكم تناول البقوليات والخضروات الورقية الداكنة مع الفيتامين C من أجل زيادة امتصاص الحديد لديكم.
  • يجب عليكم تناول الأطعمة النباتية الحاوية على أوميغا 3 مثل الجوز وبذور الشيا.
  • احصلوا على استشارة من متخصص التغذية حول ضرورة تناول المكملات الغذائية. يحتاج الأشخاص النباتيون تناول المكملات عادةً من أجل تأمين بعض العناصر المغذية الضرورية مثل الكالسيوم أو فيتامين B12.

خلاصة حول الإرشادات الغذائية لعلاج الخصوبة

في هذه المقالة قمنا بشرح وتوضيح العلاقة ما بين النظام الغذائي والإنجاب إضافةً إلى ببحث ومناقشة تأثير التغذية على الجهاز التكاثري ونجاح علاجات العقم مثل عملية أطفال الأنابيب. إن اختيار نظام غذائي غني العناصر الغذائية الأساسية وتجنب تناول الأطعمة الضارة من الممكن أن يساعد في تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية إضافةً إلى دعم عملية العلاج من العقم. مع ذلك فإن المتطلبات والحاجات الغذائية للجسم تختلف ما بين شخصٍ وآخر لذلك فإن تحديد النظام الغذائي المناسب يجب أن يتم تحت إشراف شخص متخصص.

للحصول على توجيهات أدق فإننا ننصحكم باستشارة متخصص في العقم ومتخصص في مجال التغذية بحيث تحصلون على أفضل برنامج علاجي بناءً على حالتكم الشخصية.

مراجع:

hat’s the Best Fertility Diet When Trying to Get Pregnant?

Male fertility

The Role of Diet and Nutrition in IVF Success

مقالات ذات صلة بالتغذية من أجل الخصوبة وأطفال الأنابيب

Diminished Ovarian Reserve Causes & Treatment