هل يمكن الحمل مع انخفاض مخزون البويضات؟

يشير مصطلح احتياطي المبيض (مخزون المبيض أو مخزون البويضات) إلى عدد وجودة البويضات في مبيضكِ. ففي حال كان احتياطي المبيض لديكِ منخفضاً فهذا يعني بأن عدد وجودة البويضات في مبيضكِ أقل من الحد الطبيعي المتوقع بالنسبة لعمركِ. بشكل طبيعي ومع التقدم بالعمر وبعد سن الثلاثين، يبدأ مخزون المبيض بالانخفاض وبتجاوز سن 40 عاماً يستمر هذا الانخفاض بشكلٍ أسرع حتى الوصول إلى سن اليأس؛ حيث يكون هذا الاحتياطي قد نفد بالكامل. مع ذلك قد لا يحدث ضعف مخزون  المبيض دائماً بسبب التقدم في العمر فقط؛ حيث من الممكن أن ينخفض مخزون البويضات لدى بعض النساء في سنوات مبكرة نتيجةً لأسباب مختلفة.

يرتبط احتياطي المبيض بشكل مباشر مع قدرة النساء على الإنجاب، بحيث أن انخفاض (ضعف) مخزون المبيض من الممكن أن يقلل من فرصة الحمل. إلا أن هذا لا يعني بأن يؤدي ضعف مخزون البويضات إلى فقدان احتمالية حدوث الحمل نهائياً. من الممكن أن يساعد استخدام الأدوية المحرضة على الإباضة وطرق علاج العقم الأخرى النساء المصابات بانخفاض احتياطي المبيض على الحمل.

سنقوم في هذا المقال بمناقشة أسباب ومؤشرات ضعف مخزون المبيض، طرق الوقاية، وإمكانية العلاج.

ما هو مخزون المبيض؟

يطلق مصطلح مخزون المبيض (مخزون البويضات) على عدد الجريبات الموجودة في المبيضين. عند ولادة كل أنثى يكون في مبايضها 1 إلى 2 مليون جريب. عندما تصل إلى سن البلوغ يصبح عدد الجريبات بحدود 300 إلى 500 ألف، ومع بدء مرحلة الإباضة يصل كل شهر واحد أو عدة جريبات إلى مرحلة البلوغ ليصبح جريباً ناضجاً يتم تحريره من المبيض على شكل بويضة. ومع تقدم العمر ينخفض احتياطي المبيض بالتدريج بحيث أنه وعند الوصول إلى سن 30 عاماً يصبح احتياطي المبيض بحدود 25 ألف جريب وعند الاقتراب من سن الإياس يبقى فقط بحدود 1000 جريب في المبايض.

الحمل مع انخفاض مخزون البويضات

في كل دورة شهرية (حيضية) تخرج بويضة واحدة أو عدة بويضات من المبايض. في حال تم الإخصاب ما بين البويضة والنطفة فإن ذلك يؤدي إلى حدوث الحمل. ومع انخفاض مخزون البويضات فإنه سيحدث اضطراب في الدورة الشهرية، لهذا السبب فإن انخفاض مخزون المبيض من الممكن أن يكون سبباً للعقم عند النساء.

كم يبلغ مخزون البويضات المناسب للحمل؟

كلما كان حجم المبيضين أكبر كلما كانت هناك احتمالية لاحتوائهما على عدد أكبر من البويضات. في الحالة الطبيعية يكون احتياطي المبيض من البويضات عادةً 4 إلى 5.1 ng/ml في سنوات الخصوبة والإنجاب. في حال كان مخزون المبيض أعلى من 5 فإن ذلك من الممكن أن يكون مؤشراً على الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS). وإذا كان مخزون المبيض أقل من 1 ng/ml فإن ذلك يقلل من قدرة المرأة على الإنجاب. وفي حال كان مخزون المبيض ليس منخفضاً كثيراً حينها ستكون هناك إمكانية للحمل والإنجاب من خلال التحريض على الإباضة وطرق الإخصاب المساعد.

ما هو سبب ضعف مخزون المبيض؟

سبب ضعف مخزون المبيض

إن التقدم في العمر هو السبب الرئيسي وراء ضعف (انخفاض) مخزون البويضات. ولكن مع ذلك هناك عوامل أخرى مثل الإصابة بالأمراض المزمنة، الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis، إجراء جراحة للمبيضين، التدخين وشرب الكحول، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، أمراض المناعة الذاتية، بعض الشذوذات الوراثية والضغط النفسي أو التوتر أيضاً تلعب جميعها دوراً مؤثراً في انخفاض مخزون المبيض. إن التعرض للمشكلات السابقة الذكر من الممكن أن يؤدي إلى ضعف احتياطي أو مخزون المبيض من البويضات في سنوات مبكّرة من العمر؛ وبالتالي قد يؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب. في جميع الحالات ليس من المعروف بعد ما هو السبب الرئيسي لانخفاض مخزون المبيض وفي بعض الحالات يكون لهذه المشكلة أسباب غير معروف بالأصل.

هل يؤدي سحب البويضات أثناء عملية أطفال الأنابيب إلى انخفاض مخزون المبيض؟

بشكل طبيعي وفي كل دورة شهرية تصل بويضة واحدة إلى مرحلة البلوغ ويتم تحريرها من المبيض. أما في عملية أطفال الأنابيب، يقوم الطبيب المتخصص ومن خلال وصف أدوية هرمونية، بتحريض المبايض على بلوغ أكثر من جريب وبالتالي إنتاج أكثر من بويضة واحدة. إن عدد البويضات التي تنمو وتتطور خلال عملية أطفال الأنابيب مقابل التعداد الكلي للجريبات الموجودة في المبيضين قليل للغاية. لهذا السبب فإن عملية سحب البويضات خلال علية اطفال الانابيب من غير الممكن أن تكون لوحدها وبحد ذاتها سبباً في انخفاض مخزون المبيض.

ما هي أعراض وعلامات انخفاض مخزون البويضات؟

بشكلٍ عام لا توجد أعراض ملحوظة لدى النساء المصابات بانخفاض احتياطي المبيض، إلا أن بعض الأعرض من الممكن أن تكون مؤشراً على ضعف مخزون البويضات، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:

  • مشكلات في الإنجاب مثل التأخر في الحمل أو العقم
  • تأخر أو انقطاع الدورة الشهرية
  • دورة شهرية قصيرة
  • دورات شهرية شديدة
  • الإجهاض (بسبب ضعف جودة البويضات)

جدير بالذكر بأن انخفاض مخزون البويضات لا يترافق مع هذه الأعراض ومن الممكن وبدون ظهور أية أعراض محددة، أن ينخفض احتياطي المبيض بالتدريج. لهذا السبب يحتاج التشخيص الدقيق للمبيض بتحاليل وفحوصات ضرورية يجب القيام بها.

ما هي طرق تقييم احتياطي (مخزون) المبيض من البويضات؟

من أجل فحص مخزون البويضات، هناك طرق مختلفة، تتضمن هذه الطرق:

  • اختبار AMH

    إن الهرمون AMH هو أحد الهرمونات النسائية والتي يتم إفرازها من المبيضين بعد البلوغ. مع تقدم العمر، ينخفض مستوى إفراز الهرمون AMH وبعد اليأس تصل مستوياته إلى الصفر. لهذا السبب فإن أحد الاختبارات المستخدمة في تقييم مخزون المبيضين هو فحص مستويات الهرمون AMH. باعتبار أن مستوى هذا الهرمون لا يتذبذب خلال مدة الدورة الشهرية بشكلٍ كبير، فإنه من الممكن فحص الهرمون AMH في كل يوم من أيام الدورة الشهرية. هذه الاختبار هو أحد أفضل المؤشرات المحدِّدة لاحتياطي المبيض.

فحص مخزون البويضات

  • اختبار FSH

    هرمون FSH هو هرمون يُفرَز من الغدة النخامية ويؤدي إلى نمو الجريبات في المبيض. يكون مستوى هذا الهرمون متفاوتاً خلال أيام الدورة الشهرية. يكون مستوى الهرمون FSH في بداية الدورة الشهرية في أدنى مستوياته ومن ثم يتزايد بالتدريج. لهذا السبب فإن الوقت الأفضل من أجل اختبار مستوى الهرمون FSH هو اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الحيضية. إن المستوى المناسب من الهرمون FSH خلال سنوات الإنجاب هو أقل من 10 mllUl/ml. وكلما كان مستوى الهرمون FSH أعلى كلما انخفضت فرصة واحتمالية حدوث الحمل والإنجاب. تصل مستويات هذا الهرمون بعد سن اليأس إلى أعلى من 40 mllUl/ml.

  • اختبار الاستراديول

    هرمون الاستراديول هو أحد الهرمونات الجنسية لدى الإناث والذي من الممكن أن تكون مستوياته المنخفضة دليلاً ومؤشراً على انخفاض احتياطي المبيض. يجب أن يتم إجراء اختبار الاستراديول في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية للحيض كما أنه لا يتطلب إجراؤه في حالة صيام. تتراوح مستويات هرمون الاستراديول خلال سنوات الحمل والإنجاب ما بين 30 إلى 400 pg/ml وفي النساء اللاتي في مرحلة اليأس تتراوح مستوياته ما بين 0 إلى 30 pg/ml.

  • سونوغرافي مهبلي

    يتم إجراء السونوغرافي المهبلي في الأيام الأولى من الدورة الشهرية الحيضية. في هذا السونوغرافي تكون الجريبات ذات الأبعاد 2 إلى 10 مليمتر قابلة للعد. فإذا كان تعداد هذه الجريبات أقل من 10 فمن الممكن أن يكون ذلك مؤشراً على ضعف مخزون المبيض.

هل يمكن الحمل بشكل طبيعي مع ضعف مخزون البويضات؟

الحمل بشكل طبيعي مع ضعف مخزون البويضات

إن امتلاك مخزون أو احتياطي منخفض من المبيضات في المبيض هو أحد العوامل المؤثرة على الحمل بشكل الطبيعي. إن النساء اللاتي لديهنّ عدد قليل من البويضات في مبايضهنّ من الممكن ألا يكون لديهنّ إباضة كل شهر، وهذا الأمر بحد ذاته من الممكن أن يُقلّل من فرصة حدوث الحمل. إضافةً إلى ذلك فإن لجودة البويضات ارتباط مباشر مع مخزون المبيض من البويضات بحيث أن ضعف مخزون المبيض يقلل من جودة البويضات أيضاً. لهذا السبب فإن تشكيل الجنين بجودة عالية لدى النساء اللاتي لديهنّ انخفاض في مخزون المبيض هو أمر أصعب مقارنةً بالنساء الطبيعيات.

على الرغم من أن الحمل مع الاحتياطي المنخفض للمبيض هو أمر صعب؛ إلا أنه غير مستحيل. في حال لم يكن لديكم مشكلات أخرى مثل اضطرابات في أنابيب فالوب الرحمية، شذوذات رحمية أو مشكلات في الحيوانات المنوية، فإن الحمل بشكل طبيعي هو أمر ممكن بالنسبة لكم على الرغم من انخفاض مخزون المبيض. إلا أنه يجب أن عليكم الانتباه إلى أن حدوث انخفاض أكبر في احتياطي المبيض سوف يقلل أيضاً من احتمال حدوث الحمل الطبيعي بشكلٍ أكبر.

إن جودة البويضة هو العامل الأهم في تحديد مدى جودة الجنين. لهذا السبب ومع ضعف احتياطي المبيض، وبالتالي انخفاض جودة البويضات، فإن جودة الجنين سوف تنخفض أيضاً. لهذا السبب، فإنه لدى النساء اللاتي يعانين من انخفاض مخزون البويضات يلاحَظ لديهنّ زيادة في حالات الإجهاض بالمقارنة مع النساء الطبيعيات. يكون الانغراس والتعشيش أصعب في هذه الحالة، كما تنمو أجنة منخفضة الجودة وهذا الأمر يزيد من احتمالية الإجهاض. لهذا السبب ينصح الأطباء النساء بالحمل في سنوات مبكرة من العمر وذلك قبل انخفاض احتياطي المبيض من البويضات.

ما هو علاج ضعف مخزون البويضات؟

بشكل عام فإنه لا يوجد علاج محدد لانخفاض احتياطي المبيض. إلا أنه اليوم؛ وفي المراحل الأولى من ضعف مخزون البويضات؛ وللوقاية من تفاقم هذه المشكلة وتحسين جودة البويضات، يتم استخدام طريقة حقن الخلايا الجذعية في المبيضين. في هذه الطريقة يتم عزل الخلايا الجذعية من دم الحيض في المختبر ويتم زرعها، بعد ذلك يتم حقنها داخل المبيضين حتى يتحسن احتياطي المبيض من البويضات. أشارت الدراسات التي تم إجراؤها في أفضل مراكز أطفال الأنابيب وعلاج العقم في إيران بأن احتمال الحمل الطبيعي يزداد بعد 2 إلى 3 أشهر من حقن الخلايا الجذعية بنسبة 26%. في حين أن الانخفاض الكبير في مخزون المبيض سيؤدي إلى عدم حصول أي فائدة من حقن الخلايا الجذعية في المبيضين.

على الرغم من عدم وجود علاج محدد لانخفاض مخزون المبيض إلا أن الالتزام ببعض توصيات الأطباء من الممكن أن يساعد في تحسين جودة البويضات. مثلاً اتباع نظام تغذية صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، النوم الكافي، تجنب التدخين، تناول المكملات الدوائية وغيرها هي بعض التوصيات التي من الممكن أن تُحسّن جودة البويضات (طرق رفع جودة البويضات).

علاج العقم الناجم عن انخفاض مخزون المبيض

علاج العقم الناجم عن انخفاض مخزون المبيض

إن العقم والتأخر في الحمل هما النتيجة الرئيسية لانخفاض مخزون المبيض. لهذا السبب فإن أهم ما يُقلق النساء اللاتي لديهن احتياطي منخفض من البويضات هو المحافظة على الحمل. إن استخدام طريقة تحريض الإباضة والاستفادة من طرق الإخصاب المساعد مثل عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري من الممكن أن يساعد هؤلاء النساء. من أجل علاج العقم الناجم عن انخفاض مخزون البويضات يتم استخدام أدوية التحريض على الإباضة حتى تنمو هذه البويضات. بعد ذلك سحب البويضات من المبيض ومن ثم يتم تلقيحها في المختبر بالحيوانات المنوية للزوج ليتشكل الجنين عد ذلك. في النهاية يتم نقل جنين واحد أو اثنين إلى رحم الأم.

في حال كان مخزون المبيض منخفضاً إلى حدٍ كبير؛ ففي هذه الحالة لن تكون البويضات بجودة مناسبة. لهذا السبب فإن الطريقة الأفضل للحمل في هذه الحالة هي التبرع بالبويضات. يوصي الأطباء الأشخاص الذين يرغبون بتأجيل موضوع الحمل، وقبل انخفاض مخزون المبيض، أن يقوموا بتجميد بويضاتهم للمحافظة على جودة بويضاتهم إلى حين الرغبة بالحمل والإنجاب.

للحصول على المزيد من المعلومات حول علاج العقم الناتج عن ضعف مخزون البويضات، تواصلوا معنا.

مقالات ذات صلة أسباب نقص مخزون البويضات وفرص الحمل

Diminished Ovarian Reserve Causes & Treatment