أخذ عيّنات من الخصية لمعالجة العقم عند الرجال
يحدث العقم عند الرجال عادة بسبب اختلال في إنتاج وإنزال السائل المنوي، أو قد يكون بسبب تدني جودة الحيوانات المنوية المُنتجة، وإن أحد أشهر الأسباب التي تقف وراء العقم عند الرجال هي حالة تدعى انعدام الحيوانات المنوية، حيث أن الرجال الذي يعانون من هذه الحالة يُنتجون سائلاً منوياً لايحتوي على أي حيوانات منوية أو نطاف على الإطلاق وبالتالي لا يمكن لسائلهم المنوي أن يقوم بتلقيح البويضات الأنثوية.
عندما يكون مستوى هرمون (FSH) عند الرجال الذين يعانون من انعدام النطاف طبيعياً يوصى عادة بأخذ عينة من الخصية (عملية خزعة الخصية) للبتّ في وجود النطاف في سائلهم المنوي من عدمه.
وللحصول على هذه العينات تتبع أساليب عدة منها (PESA, TESA, micro-TESA) وبعض الطرق الأخرى، حيث يستخرج السائل المنوي من أنسجة الخصية الأمر الذي يزيد فرصة وجود الحيوانات المنوية داخل هذه العينات مما يزيد حظوظ الإخصاب لدى الرجل. وعند احتواء العينات المُستخرجة على النطاف، يمكن الإستفادة منها في عملية الإخصاب عبر الطرق المُساعدة للإنجاب مثل عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري والتلقيح داخل الرحم.
ماالمقصود بأخذ عينة (خزعة من الخصية) عند الرجال؟
إن الخصية هي العضو التناسلي المسؤول عن الإنجاب عند الرجال، وتقع على عاتقه مسؤولية إنتاج النطاف وإفراز الهرمونات الجنسية الذكرية، تحتوي الخصية على الخلايا الأولية للنطاف التي تُنتَج وتصل إلى المرحلة النهائية للنضوج خلال 75 يوماً قاطعة بذلك 16 مرحلة من مراحل النضوج. إن الأفراد المصابين بانعدام الحيوانات المنوية ولأسباب مختلفة لا يظهر في سائلهم المنوي أي نطاف أو حيوانات منوية.
ولهذا السبب يوصي الطبيب المتخصص بأخذ خزعة أو عينة من الخصية وذلك لدراسة وتحليل آلية إنتاج النطاف داخل خصية الرجل المصاب. ويعتبر هذا الأمر عملاً جراحياً يمكّن الطبيب من أخذ عينة أو قطعة صغيرة من نسيج الخصية لدراسة إمكانية احتوائها على الحيوانات المنوية.
ويقوم الطبيب المختص بعد أخذ العينة بوضعها تحت مجهر ميكروسكوبي للبتّ في احتوائها على النطاف من عدمه، كما أنه يدرس نضج الخصية وتكاملها، وعند التأكد من احتواء العينة على نطاف سالمة وبالغة يقوم الطبيب المختص باستخراجها لإكمال عملية الإخصاب والتلقيح بطرق الإخصاب التقليدية مثل عملية أطفال الأنابيب و الحقن المجهري و التلقيح داخل الرحم.
متى يمكن الإستفادة من خزعة الخصية؟
إن أولى الطرق والأساليب لتشخيص مستوى الخصوبة عند الرجال هي إجراء التحاليل الهرمونية وفحص ودراسة مكونات السائل المنوي.
وعندما ينتج عن فحص ودراسة السائل المنوي اكتشاف الطبيب تدني مستوى جودة النطاف أو قلة غير طبيبعة في عددها أو حتى انعدامها بشكل كامل يتوجب إجراء المزيد من الفحوصات الطبية.
إن المشاكل الهرمونية الذكرية تنتج غالباً بسبب تدني مستوى جودة وعدد الحيوانات المنوية الأمر الذي يمكن كشفه ودراسته عبر إجراء تحليل للدم، وإن المشكلات المتعلقة بالحيوانات المنوية تنتج غالباً بسبب إختلالات هرمونية يمكن عادة معالجتها عبر الأدوية الهرمونية.
عندما تكون نسبة هرمون (FSH) في متسواها الطبيعي أو أعلى مع انعدامٍ أو ندرة في وجود الحيوانات المنوية في السائل المنوي يوصى بأخذ عينة من الخصية وذلك للبت في وجود الحيوانات المنوية من عدمه داخل السائل المنوي للرجل المصاب، وإن خزعة الخصية وفضلاً عن تشخيصها لمشاكل العقم عند الرجال إلا أنها يمكن أن تساعد في الأمور التالية:
- استخراج السائل المنوي من نسيج الخصية عند الأشخاص المصابين بانعدام الحيوانات المنوية (للإستفادة من هذا السائل في عمليات اللإخصاب مثل التلقيح المجهري والتلقيح الصناعي)
- الكشف عن سرطان الخصية
- تشخيص أسباب تشكل الكتل داخل الخصية ومعرفة ماهيتها
كيف تتم عملية أخذ الخزعة من الخصية؟
إن أحد أهم الأسباب لأخذ الخزعة من الخصية هي استخراج الحيوانات المنوية من نسيج الخصية عند الأفراد المصابين بانعدام الحيوانات المنوية في سائلهم المنوي، الأمر الذي يُعزا إلى سببين الأول هو عدم إنتاج الحيوانات أصلاً، والثاني هو انسداد في أحدى القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، وبناء على سبب المشكلة في انعدام الحيوانات المنوية يتم تحديد إحدى طريقين لأخذ العينة، وهما على النحو الآتي:
-
خرعة عن طريق الجلد
لأخذ الخزعة في هذه الطريقة يتم إدخال إبرة ذات رأس مدبب عن طريق الجلد إلى داخل الخصية أو يتم تمريرها إلى داخل أنابيب الحيوانات المنوية ويتم أخذ الخزعة في هذه الحالة إما من نسيج الخصية أو من السائل الموجود داخل أنابيب الحيوانات المنوية، وتخضع العينات المُستخرجة للفحوصات والإختبارات داخل المخابر الطبية ليتم استخراج الحيوانات المنوية السالمة والناضجة منها. ويستخدم التخدير الموضعي عادة في هذه الطريقة إذ لا تحتاج هذه الطريقة إلى إحداث شقوق أو قُطب طبية، وأبرز الطرق
المستخدمة في إنجاز هذا الأمر هي طرقٌ مثل (PESA) و(TESA).
-
خزعة عن طريق عمل جراحي
في هذه الطريقة يتم إخضاع المريض لتخدير موضعي، يقوم بعد ذلك الطبيب بإحداث شقٍّ في الخصية، ومن ثم يقوم باستخراج عينة صغيرة من نسيج الخصية ليخصعها للفحص تحت الميكروسكوب، وعند الإنتهاء من العملية يقوم الطبيب بإغلاف الجرح بالقطب الطبية.
سابقاً كان الأطباء يقومون بأخذ عينة من مكان واحد من الخصية أما الآن ومع اكتشاف اختلاف في نسبة وجود الحيوانات المنوية في مختلف أنحاء الخصية فإن العينة يمكن أخذها من 4 مناطق مختلفة من الخصية كما يمكن عند الحاجة أخذ عينة ثانية من الخصية، وإن طرق (MESA) و(Micro-TESA) هما الطرق المٌستخدمة لأخذ العينة من الخصية في العملية الجراحية.
أنواع الطرق المستخدمة لأخذ العينة من الخصية
-
PESA
تستخدم هذه الطريقة لأخذ عينة من الحيوانات المنوية داخل القنوات الناقلة لها وذلك عن طريق إدخال إبرة إلى داخل وبلّها بالمادة الموجودة هناك. ليتم بعدها دراسة وفحص العينة المأخوذة في المختبر للتأكد من وجود الحيونات المنوية من عدمه، وعند وجود الحيوانات المنوية يتم استخراجها وجمعها، وتستخدم هذه الطريقة عادة عندما يعاني المريض من انعدام الحيوانات المنوية لسبب انسدادي، حيث تعمل الخصية على توليد الحيوانات المنوية بشكل طبيعي إلا أن خللاً أو مرضاً أو ضرراً قد قام بسد القنوات الناقلة للحيوانات المنوية ومنع اختلاطها بالسائل المنوي.
-
MESA
عندما يكون السبب وراء انعدام الحيوانات المنوية هو انسداد في البربخ يمكن أن تستخدم هذه الطريقة لأخذ العينة المطلوبة، حيث يقوم الطبيب بفتح غلاف الخصية ويقوم بتحديد مكان انسداد البربخ عبر الميكروسكوب ومن ثم يقوم بأخذ عينة من الحيوانات المنوية خلف نقطة الإنسداد ليتم فحصها والتأكد من وجود الحيوانات المنوية داخلها من عدمه، وجدير بالذكر أن الحيوانات المنوية المُستخرجة في هذه الطريقة تكون أكثر من تلك التي يتم استخراجها عبر تقنية PESA.
-
TESA
لا يمكن في بعض الأوقات استخراج عينات للحيوانات المنوية من القنوات الناقلة للنطاف عند الأشخاص الذي يعانون من انعدام النطاف في سائلهم المنوي، لذلك يقوم الأطباء بأخذ العينة من الخصية مباشرة وذلك بفضل هذه الطريقة، حيث يقوم الأطباء عن طريق الجلد ودون إحداث أي جروح بإدخال إبرة إلى داخل الخصية لأخذ العينة المطلوبة، التي تخضع بعد استخراجها إلى فحص عبر الميكروسكوب للتأكد من وجود النطاف من عدمه فيها.
-
Micro-TESA
إن هذه الطريقة هي إحدى الطرق الأكثر رواجاً لاستخراج عينات من الخصية، حيث يُحدث الطبيب في هذه الطريقة شقّاً في الخصية ويقوم بأخذ العينة من نسيج الخصية التي عادة ما تحتوي على نسب كبيرة من النطاف، وتخضع بعدها العينات المأخوذة للفحص تحت الميكروسكوب للتأكد من وجود النطاف من عدمه فيها. وعادة ما يكون احتمال الحصول على نطاف في هذه الطريقة أكبر وأوفر حظاً من باقي الطرق، ويوصى استخدام هذه الطريق للأشخاص الذي يعانون من انعدام النطاف دون وجود انسداد في القنوات الناقلة للنطاف أو للأفراد الذين يفقدون النطاف عند مرورها بالقنوات المخصصة لها.
التوصيات للرعاية الطبية بعد أخذ الخزعة من الخصية
يقوم الطبيب المتخصص بإعطاء بعض التوصيات الطبية لتسحين حالة المريض واستعاده لعافيته بعد إجراء عملية أخذ الخزعة من الخصية وهي عبارة عمّا يلي:
- الإمتناع عن إقامة أي علاقة جنسية لمدة أسبوع إلى أسبوعين من تاريخ أخذ الخزعة.
- الحرص على إبقاء مكان العمل الجراحي نظيفاً وعدم غسله على الإطلاق لمدة 48 ساعة.
- الإمتناع عن تناول الأسبيرين لمدة أسبوع.
- تناول الأدوية المكسنة والمضادات الحيوية حسب توصيات الطبيب.
- الإمتناع عن أي من مسببات الإجهاد البدني خلال الأسبوع الأول.
- الإمتناع عن ارتداء الألبسة الداخلية الضيقة لمدة أسبوع.
- إن الشعور ببعض الألم والتورم والنزيف الدموي لعدة أيام بعد العملية يعد طبيعياً، أما في حال استمرار هذه الأعرض لمدة أطول من المعتاد فيجب عندها إبلاغ الطبيب المختص على الفور.
القيام بعملية أطفال الأنابيب بعد أخذ خزعة من الخصية
تخصع الحيوانات المنوية المُستخرجة من الخزعة المأخوذة من الخصية إلى دراسة للجودة، حيث تعطي هذه الدراسة معلومات دقيقة عن جودة الحيوانات المنوية المُستخرجة وإذا كانت في حالة جيدة وسليمة يمكن استخدامها لإجراء عملية طفل الأنابيب (IVF) أو الحقن المجهري (ICSI)، إذ أن البويضات السالمة وبعد فصلها وعزلها عن نسيج الخصية تصبح جاهزة لحقنها في البويضة الأنثوية لتبدأ حينها عملية تشكّل الجنين. اعرف المزيد عن طرق زيادة الخصوبة لدى الرجال وتقوية الحيوانات المنوية: طرق تحسين جودة الحيوانات المنوية
وفي حال لم يتم استخدام النطاف المُستخرجة في إحدى عمليات الإخصاب يمكن تجميدها وحفظها ليُصار إلى استخدامها لاحقاً، أما في حال لم تحتوي الخزعة من الخصية على أي نطاف أو كانت جودتها متدنية عندها يمكن الإستفادة من النطاف المُتبرع بها لتلقيحها بالبويضات إيذاناً ببدء عملية الحمل.