هل يمكن الحمل في سن اليأس؟
عندما تصلن إلى مرحلة سن اليأس، من الممكن أن تسألن أنفسكنّ عما إذا كان بمقدوركنّ الحمل والإنجاب بعد الوصول إلى هذا العمر. من الممكن أن تساعدكم الإجابة على هذا السؤال في بناء عائلة سعيدة والتخطيط لحياتكم المستقبلية. يحدث اليأس عادةً في العمر ما بين 45 وحتى 58 . في هذه المرحلة من العمر، يتغير مستوى الهرمونات بطريقةٍ ما؛ بحيث تتوقف المبايض عن إنتاج البويضات وبالتالي تتوقف عملية الإباضة. حينما تتوقف عملية الإباضة بشكل كامل، حينها لن تكون هناك إمكانية لحدوث الحمل بشكلٍ طبيعي.
ولكن ما يجب أن يبقى في أذهانكم هو أن اليأس لا يحدث بين ليلة وضحاها. إن ظهور الأعراض الأولية لليأس مثل الهبّات الساخنة والدورة الشهرية الغير منتظمة هي مؤشر على انخفاض قدرتكنّ على الحمل والإنجاب ولكنّ هذا لا يعني عدم قدرتكنّ على الحمل. يُقال عن انقطاع الطمث أو اليأس بأنه أصبح كاملاً عندما يكون قد مرَّ عام كامل على انقطاع دورتكنَّ الشهرية. في ذلك الوقت لن يكون هناك احتمال لحدوث الحمل بشكل طبيعي. ولكن الخبر الجيد بالنسبة لكم هو أنه وباستخدام طرق الإخصاب المساعد مثل عملية أطفال الأنابيب والحقن الجهري لا تزال هناك إمكانية للحمل. وفي حال كانت جودة البويضات ليكنّ غير مناسبة لإجراء عملية اطفال الانابيب، حينها سيكون التبرع بالبويضات هو الطريقة الأفضل من أجل الحمل عند الوصول إلى سن اليأس.
ما هو سنّ اليأس؟
سنّ اليأس هو أحد المراحل العمرية لدى النساء والتي تبدأ عادةً في الأعوام 45 إلى 58 من العمر. يحدث اليأس عندما تتوقف العادة الشهرية عند المرأة لمدة 12 شهراً على الأقل. بعبارةٍ أخرى، فإن اليأس هو عبارة عن توقف عملية الإباضة بشكلٍ كامل. جدير بالذكر بأن اليأس هي عملية بطيئة ومن الممكن أن تستغرق أشهر أو سنوات حتى تتوقف الدورة الشهرية بشكلٍ كامل. تتضمن أعراض اليأس عادةً الهبّات الساخنة، التعرق ليلاً، جفاف المهبل، انخفاض الرغبة الجنسية، تغيرات في المزاج واضطراب في العادة الشهرية والتي تزداد مع مرور الزمن.
متى يبدأ انقطاع الطمث أو اليأس؟
تأتي الإناث إلى الحياة وفي مبايضهنّ حوالي 1 إلى 2 مليون بويضة غير ناضجة. تبقى هذه البويضات على حالها في المبيض بدون أي تغيير حتى مرحلة ما قبل البلوغ. خلال سنوات البلوغ والخصوبة، وبسبب تغييرات الهرمونية، كل شهر تصل بويضة أو عدة بويضات إلى حالة البلوغ وتخرج من المبيض لتكون جاهز للإخصاب. مع مرور الزمن ينخفض عدد البويضات بالتدريج بحيث أنه وفي عمر 37 تبقى لديكنّ 26 ألف بويضة. بعد سن 37 عام، ينخفض مخزون المبايض من البويضات بشكل سريع، لذلك وبعد سن 45 عاماً ومع تغير الدورة الشهرية، تكون المرأة قد وصلت إلى سنّ اليأس.
يتفاوت سنّ اليأس ما بين امرأةٍ وأخرى. ولكنه يحدث عادةً ما بين 45 وحتى 58 عاماً. في سنوات اليأس وبسبب قصور المبايض، فإن مستويات هرمونَي الإستروجين والبروجسترون المسؤولَين عن تحرير البويضات من المبيض تنخفض إلى حدٍ كبير. تسبب هذه التغييرات الهرمونية خللاً في عملية الإباضة؛ الأمر الذي يؤدي إلى اضطراباتٍ في الدورة الشهرية لدى المرأة. في النهاية وبعد مرور عدة أشهر (أو عدة سنوات) على ظهور الأعراض الأولية لسنّ اليأس، فإن الدورة الشهرية تتوقف بشكلٍ كامل.
من الممكن أن يحدث انقطاع الطمث عند بعض النساء قبل سن 40 عاماً والذي يسمى في هذه الحالة باليأس المبكّر. يحدث اليأس المبكر لدى 1% من النساء اللاتي هن بعمر تحت الـ 40 عاماً. من الممكن أن ينتج اليأس المبكر عن أسباب وراثية، قصور مبكر في المبيضين، أمراض مُعدية، قصور الغدة الدرقية، العلاج الكيميائي، بعض العمليات الجراحية في منطقة الحوض، تناول بعض الأدوية، أو نمط الحياة غير الصحي وغيرها.
كيف يحدث انقطاع الطمث؟
إن اليأس أو انقطاع الطمث هو عبارة عن تغيير كبير في جسم النساء والذي يدل على نهاية مرحلة الخصوبة والقدرة على الإنجاب. ولا يحدث هذا التغيير بين ليلةٍ وضحاها وإنما يستغرق الأمر أشهراً وحتى سنوات حتى تتوقف عملية الإباضة بشكلٍ كامل. في هذا السياق يمكن تقسيم اليأس إلى ثلاثة مراحل تتضمن قبل اليأس، اليأس وبعد اليأس:
- قبل اليأس: تبدأ مرحلة ما قبل اليأس قبل 8 إلى 10 أشهر تقريباً من انقطاع الطمث. تتميز هذه المرحلة باضطراب في الدورة الشهرية. تبدأ مرحلة ما قبل اليأس لدى بعض النساء منذ بداية عقد الـ 40 من العمر ولدى البعض الآخر في أواخر عقد الـ 30 من العمر. في هذه المرحلة، ينخفض إنتاج الإستروجين والبروجسترون بالتدريج، بحيث أنه وبمرور عام واحد ينتهي بانقطاع الطمث أو اليأس، ينخفض مستوى الإستروجين إلى حدٍ كبير حتى تتوقف الدورة الشهرية في نهاية المطاف. عادةً ما تعاني النساء في مرحلة ما قبل اليأس من تعرق ليلي، هبَّات ساخنة، نسيان، تغيُّرات في المزاج، صلابة في المفاصل، ارتفاع الوزن، وانخفاض في الرغبة الجنسية.
- مرحلة اليأس: في مرحلة اليأس يكون قد مرّ على توقف الدورة الشهرية عام كامل وبالتالي لن يتم بعد ذلك تحرير لأي بويضة من المبيضين. تبدأ هذه المرحلة عادةً في الفترة ما بين 45 إلى 50 عاماً من العمر، وبدخول المرأة إلى هذه المرحلة العمرية فإنها لن تكون قادرة على الحمل بشكلٍ طبيعي.
- ما بعد اليأس: في هذه المرحلة تتراجع بعض أعراض اليأس بالتدريج وخاصة الهبّات الساخنة ليلاً. ولكن مع ذلك، فإنه ومع انخفاض مستويات الإستروجين تصبح النساء أكثر عُرضة لبعض المشكلات الصحية مثل هشاشة العظام، الأمراض القلبية، والسمنة. إلا أنّ تناول بعض الأدوية وتغيير نمط الحياة إلى نمط صحي من الممكن أن يقلّل من مخاطر ظهور هذه المشكلات الصحية بشكلٍ كبير.
هل هناك إمكانية للحمل بعد الوصول سنّ اليأس؟
في سنّ اليأس وبسبب التغيرات الهرمونية، يكون الحمل أمراً بالغ الصعوبة. ولكن طالما أن الرحم لا يزال سليماً؛ فإن إمكانية الحمل باستخدام طرق الإخصاب المساعد لا تزال موجودة. فيما يلي سنقوم بالبحث في احتمال الحمل في مراحل مختلفة من سن اليأس:
الحمل في مرحلة ما قبل اليأس
أحد العوامل المهمة والمؤثرة في قدرة المرأة على الحمل والإنجاب، هو العدد والجودة المناسبَين للبويضات. مع تقدم العمر وبدء مرحلة اليأس ينخفض كل من عدد وجودة البويضات بالتدريج. علاوةً على ذلك تفقد الدورة الشهرية شكلها المنتظم إضافةً إلى معاناة عملية الإباضة من الاضطراب. لهذا السبب تكون عملية الحمل في هذه المرحلة صعبة للغاية. لكن وعلى الرغم من حدوث الدورة الشهرية بشكل غير منتظم في مرحلة ما قبل اليأس، إلا أن عملية الإباضة تحدث. من هذا المنطلق فإنه لا يزال هناك إمكانية لتحرر البويضة السليمة والطبيعية من المبيضين وحدوث الحمل أيضاً.
في مرحلة ما قبل اليأس وبسبب التغيرات الهرمونية، تنخفض جودة البويضات. لذلك فإن النساء اللاتي يرغبن بالحمل في مرحلة ما قبل اليأس يجب عليهنّ تصحيح نمط حياتهنّ أكثر من أي امرأةٍ أخرى والانتباه إلى طرق تحسين جودة البويضات. علاوةً على ذلك، يجب عليهنّ الخضوع لعلاج خلوي وذلك من خلال حقن الخلايا الجذعية لدم الحيض داخل المبيضين؛ الأمر الذي يساعد في إنتاج وبلوغ عدد أكبر من البويضات الناضجة والسليمة خلال هذه المرحلة.
تُقلّل الاضطرابات في عملية الإباضة فرصة الحمل الطبيعي في مرحلة اليأس. لهذا السبب، فإن استخدام طرق الإخصاب المساعد مثل عملية اطفال الانابيب (IVI)، و الحقن المجهري (ICSI) من خلال تحفيز الإباضة ونقل أجنّة بجودة عالية، يمكن أن يزيد فرصة الحمل في مرحلة ما قبل اليأس.
الحمل في مرحلة ما بعد اليأس
بعد الدخول في سنّ اليأس وانقطاع الدورة الشهرية بشكلٍ كامل، بالتالي لن تكون هناك إمكانية لحدوث الإباضة وحدوث الحمل بشكل طبيعي إلا أن الرحم وكافة عناصر الحمل والإنجاب لا تزال موجودة وسليمة وبإمكانها أداء وظيفتها في الحمل والإنجاب. لهذا السبب فإن التبرع بالبويضات هو أفضل طريقة للحمل بعد سنّ اليأس.
في طريقة التبرع بالبويضات، يتم استخدام بويضات مأخوذة من نساء شابات متطوعات للتبرع بالبويضات من أجل الإنجاب. بعد أخذ هذه البويضات من مبيض المتبرعة؛ يتم تلقيحها بالحيوانات المنوية للزوج في ظروف المختبر وذلك بهدف تشكيل الجنين. بعد ذلك يتم نقل الجنين الآخذ بالتشكل إلى رحم المرأة الحاصلة على التبرع.
هل هناك إمكانية للحمل بعد اليأس المبكر؟
يؤثر اليأس المبكر على أداء ووظيفة المبيضين وبالتالي يحدث خلل واضطراب في إفراز الهرمونات الجنسية منهما. كما أن القصور المبكر للمبيضين يؤدي إلى اضطراب في نضج البويضات واضطراب أو حتى توقف عملية الإباضة. من هذا المنطلق فإن النساء المصابات باليأس المبكر يعانين من مشكلات العقم.
إن العلاج الهرموني هو أول خطوة للمساعدة في استعادة القدرة على الحمل والإنجاب والتخلص من أعراض اليأس المبكر. يساعد العلاج الهرموني في تحسين الأعراض الناجمة عن انخفاض الإستروجين، كمساعدته في نضج البويضات، استمرارية الدورة الشهرية وانتظامها. ولكن مع ذلك، ففي حال اليأس المتقدِّم فإن هذه الطريقة ليست ناجعة إلى حدٍ كبير في زيادة قدرة النساء على الإنجاب.
في كثيرٍ من الحالات، يقلّل اليأس المبكر قدرة النساء على الإنجاب إلى حدٍ ما، بحيث تتوقف قدرتهنّ على إنتاج بويضات ناضجة. في مثل هذه الظروف يكون الحل الأفضل من أجل الحمل، استخدام طريقة اطفال الانابيب إلى جانب التبرع بالبويضات. تعرف على المزيد حول عملية اطفال الانابيب بالبويضات المتبرع بها: ما هو التبرع بالبويضات وماهي مراحله؟
إذا كنتم قد تجاوزتم سن اليأس أو كنتم تعانون من اليأس المبكر وترغبون بإنجاب الأطفال، بإمكانكم الحصول على مزيد من المعلومات حول الحمل في سن اليأس من خلال الاتصال بنا.