لماذا لا تنمو بعض الأجنة في عملية أطفال الأنابيب: فهم التحديات والعثور على الحلول
إن بدء رحلة عملية أطفال الأنابيب هي عبارة عن مزيج من الأمل، القلق، وآلاف الأسئلة بدون أجوبة. على الرغم من أن العديد من الأزواج غير القادرين على الإنجاب قد حققوا حلمهم بالإنجاب بمساعد هذه الطريقة؛ إلا أنهم قد يكونوا قد واجهوا هذه التحديات خلال هذه الرحلة. إن إحدى التحديات التي قد يواجهها بعض الأزواج في عملية أطفال الأنابيب هي عدم نمو بعض الأجنة وذلك بعد التخصيب في المختبر. أظهرت الدراسات إلى أن 60% تقريباً من البويضات المخصبة في عملية أطفال الأنابيب انتقلت إلى مرحلة الكيسة الأريمية (جنين بعمر 5 أيام بجودة عالية ومناسب للانتقال إلى الرحم) أما نمو الأجنة المتبقية فيتوقف قبل هذه المرحلة. من ناحيةٍ أخرى فإن بعض الأجنة في مرحلة الكيسة الأريمية لا تمتلك القدرة على الانغراس والتعشيش وإكمال مراحل الحمل. من الممكن أن يكون عدم نمو الأجنة ناتجاً عن أسباب مختلفة. يتوقف نمو الأجنة عادةً نتيجة أسباب كروموزومية أو بسبب انخفاض جودة البويضة أو الحيوانات المنوية. يحاول الطبيب في عملية أطفال الأنابيب الحصول على عدد أكبر من البويضات من أجل تشكيل عدد أكبر من الأجنة وذلك من خلال تحريض المبيضين بشكل مناسب بحيث أنه وفي حال توقف نمو بعض الأجنة طوال مراحل هذه العملية يكون هناك أجنة سليمة أخرى من أجل القيام بعمليات نقل ناجحة للأجنة إلى الرحم.
في حال كنتم قد دخلتم هذا الطريق حديثاً فلا داعي للقلق لأن العديد من الأزواج قد قطعوا هذا الطريق بنجاح وتغلبوا على تحديات هذه الرحلة بوعيٍ ومعرفة. في هذا المقال سنقوم ببحث ودراسة أسباب عدم نمو الأجنة وطرق الوقاية منه وذلك للسير في هذا الطريق بسلام وهدوءٍ أكبر.
مراحل نمو الجنين خلال عملية أطفال الأنابيب
إن عملية أطفال الأنابيب هي إحدى أكثر الطرق فاعلية بين طرق العلاج من العقم. في هذه الطريقة يتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي لتشكيل البيضة الملقحة وهي الخلية الأولى المكونة للجنين. يكمل الجنين المتشكل المراحل الأولية من النمو في المختبر وفي النهاية وبعد 5 أيام يصبح الجنين جاهزاً للنقل إلى رحم الأم أو تجميده.

يعتبر نمو الجنين واحدة من أكثر المراحل أهمية وحيوية في عملية أطفال الأنابيب والتي يجب مراقبتها والإشراف عليها بدقة وعناية. إن المراقبة المستمرة لنمو الأجنة ليس له أهمية فقط في اختيار الأجنة الصحية والسليمة التي ستُنقل إلى الرحم فحسب؛ وإنما تلعب هذه المراقبة لنمو الجنين أهمية في تحديد الوقت الأفضل لنقل الجنين وزيادة فرصة نجاح العلاج أيضاً. تتضمن مراحل نمو الجنين في المختبر كلاً مما يلي:
-
الإخصاب (Fertilization)
تبدأ عملية تشكل الجنين بعد حدوث الإخصاب؛ في هذه العملية يقوم الحيوان المنوي بتخصيب البيضة الملقحة في بيئة مختبرية. عادةً ومن أجل زيادة فرصة تشكيل الجنين يتم استخدام طريقة ICSI والحقن المباشر للحيوان المنوي داخل البويضة. تعتبر الخلية الناتجة عن الإلقاح ما بين الحيوان المنوي والبويضة والتي تسمى عندئذٍ بالبيضة “الملقحة” هي الوحدة الأولى في حياة الجنين.
-
تشكيل طليعة النواة (pronuclei)
بعد حوالي 16 إلى 18 ساعة بعد من حدوث الإخصاب يُلاحظ في الجنين طليعتي نواة pronuclei إحداهما من البويضة والثانية من الحيوان المنوي. إذا كان عدد طلائع النواة هذه أقل أو أكثر فإن الجنين يكون غير طبيعي ويتوقف نموه.
-
التقسم الخلوي (Cleavage)
بعد يومين أو ثلاثة من عملية الإخصاب؛ تبدأ الخلية الأولى المكونة للجنين بالانقسام؛ لتنقسم إلى خليتين ثم إلى أربعة لتصل بعد ذلك إلى ثمانية خلايا. تحدث هذه الانقسامات دون حدوث زيادة في الحجم الكلي للجنين. في حال كان الجنين بحاجة إلى خزعة من أجل الاختبارات الوراثية مثل PGD أو تحديد جنس الجنين؛ في هذه المرحلة يتم عزل خلية من خلايا الجنين وذلك من أجل إجراء الفحوصات اللازمة عليها. في الحالات التي لا يرغب فيها الطبيب بنقل الجنين إلى رحم الأم فإنه يتم تجميد الجنين في هذه المرحلة.
-
مرحلة التوتية (Morula)
في اليوم الرابع بعد الإخصاب يدخل الجنين في مرحلة تسمى التوتية. التوتية هي عبارة عن تكتل مضغوط من الخلايا والتي تتضمن بالمجموع 16 خلية والتي تعتبر مؤشراً على سلامة وصحة الجنين.
-
تشكيل الكيسة الأريمية أو كيس البلاستولة (Blastocyst)
في اليوم الخامس يتحول الجنين إلى الكيسة الأريمية. تتكون بنية الكيسة الأريمية من قسمين مهمين: الكتلة الخلوية الداخلية التي تتحول فيما بعد إلى الجنين؛ أما الطبقة الخارجية تشكل المشيمة. إن تشكيل الكيسة الأريمية هو مؤشر على تطور الجنين وجاهزيته للانغراس والتعشيش.
-
نقل الكيسة الأريمية
في عملية أطفال الأنابيب ، يتم تنمية الأجنة حتى مرحلة الكيسة الأريمية وذلك في بيئة زرع مختبرية. في هذه المرحلة؛ يتم اختيار الأجنة ذات الجودة العالية وتحضيرها من أجل نقلها إلى الرحم. في حال ارتباط الكيسة الأريمية بجدار الرحم ونموها فيه؛ حينها تبدأ عملية الحمل.
تمثل هذه المراحل الأسس لتشكل حياة جديدة. من الممكن أن يساعد تعرف الأشخاص الذين يسلكون رحلة عملية أطفال الأنابيب على هذه المراحل؛ في زيادة الوعي لديهم ويمنحهم إحساساً بالاطمئنان والأمل. إن لكل مرحلة من مراحل نمو الجنين أهمية كبيرة؛ كما أنه يجب مراقبة كل واحدة من هذه المراحل على يد متخصص في علم الجنين وذلك في مختبر مجهز؛ يعود ذلك إلى أن قطع كل مرحلة من هذه المراحل من الممكن أن يكون عاملاً محدِّداً لسلامة وصحة الجنين وقدرته على الانغراس والتعشيش واستمرارية الحمل.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى توقف نمو بعض الأجنة في عملية أطفال الأنابيب؟
إن عملية أطفال الأنابيب (IVF) هو أحد أكثر طرق علاج العقم تأثيراً وأعقدها؛ والتي يمكن أن تترافق ببعض التحديات والمشاكل بالنسبة لبعض الأزواج. إن أحد التحديات المهمة في عملية أطفال الأنابيب التي قد تواجه بعض الأزواج هو عدم نمو الجنين. يعتبر نمو الجنين عاملاً مؤثراً على فرصة نجاح العلاج، انغراس الجنين وتعشيشه في الرحم وبالتالي حدوث الحمل. لهذا السبب فإن معرفة العوامل المؤثرة على نمو الجنين له أهمية كبيرة من حيث اختبارات الغربلة (المسح) والإجراءات الوقائية. فيما يلي سنبحث في العوامل التي تؤدي إلى عدم نمو الجنين أو عدم تشكل الجنين في عملية أطفال الأنابيب IVF:
1. عوامل وراثية
تحدث حوالي 60% من حالات إجهاض الأجنة بسبب الشذوذات الكروموزومية. لهذا السبب يكون للعوامل الوراثية تأثيراً كبيراً على نمو الجنين وبقائه في البيئة المختبرية وحتى بعد انغراسه وتعشيشه في الرحم. تحدث هذه الشذوذات عادةً بسبب أخطاء في الانقسام الخلوي في المراحلة الأولى من نمو الجنين وغالباً ما تؤدي إلى توقف الجنين عن النمو. إضافةً إلى ذلك؛ فإن تقدم الأم في العمر ومشاكل DNA الحيوانات المنوية تترافق مع زيادة احتمال التعرض للمشكلات الكروموزومية والتي تقلل من فرصة نمو الجنين. تتضمن بعض الشذوذات الكروموزومية للجنين التي تعيق نموه كلاً مما يلي:
- اختلال الصيغة الصبغية: إن اختلال الصيغة الصبغية هو اضطراب وراثي يكون فيه عدد كروموزومات الجنين أقل (أحادية الصبغي) أو أكثر (التثلث الصبغي) من 46 کروموزوم. يحدث هذا الاضطراب نتيجة خطأ في إنتاج البويضة أو الحيوانات المنوية لدى الأبوين.
- الفسيفساء: في هذه الحالة؛ وبسبب حدوث خطأ في التقسم الخلوي فإن بعض خلايا الجنين يحصل على 46 كروموزوماً والبعض الآخر يحصل على كروموزوم أقل أو أكثر.
- الشذوذات البنيوية: قد تتعرض كروموزومات الجنين إلى التكسر أو التغيرات الشكلية لأسباب مختلفة والتي تؤدي إلى اضطرابات في نمو الجنين.
- المشاكل الوراثية عند الأبوين: تحدث بعض الاضطرابات الوراثية عند الجنين بسبب المشكلات الوراثية عند الأبوين.
يُعتبر إجراء الفحص الوراثي قبل الزرع (PGD) أحد الأدوات المهمة لتشخيص العديد من المشكلات الوراثية للجنين والتي من الممكن أن تساعد في اختيار الأجنة السليمة والصحية وزيادة فرصة نجاح العلاج.
2. الجودة المنخفضة للجنين
ترتبط جودة الجنين بصحة و جودة البويضة والنطفة. هناك عدد من العوامل مثل التقدم في السن، الإجهاد التأكسدي، نمط الحياة غير الصحي والإصابة ببعض الأمراض والعدوى التي تترك أثراً سلبياً على جودة البويضة والحيوانات المنوية.
من ناحيةٍ أخرى؛ مع تقدم الأم في العمر و انخفاض مخزون المبيض، يتراجع عدد وجودة البويضات مما يؤدي إلى تراجع في احتمال تشكيل جنين صحي وبجودة عالية. إن تحطم DNA الحيوانات المنوية و مشاكل العقم عند الرجال، أيضاً تقلل من احتمال تشكيل الكيسة الأريمية (إحدى مراحل نمو الجنين) وحتی قد تؤدي إلى ظهور شذوذات وراثية في الجنين.
إن كلاً من النظام الغذائي غير الصحي، عدم الحركة بشكلٍ كافٍ، التدخين، تناول الكحول، التوتر النفسي المزمن، والتعرض للسموم؛ من الممكن أن تمارس تأثيراً سلبياً على جودة البويضة والحيوانات المنوية وتؤدي إلى نمو الجنين بشكل غير صحي أو مناسب. تعرف على المزيد حول نصائح تعزيز جودة البويضات: كيفية تحسين جودة البويضات والحمل
3. القبول غير الكافي لجدار الرحم

تلعب جاهزية بطانة الرحم (الجدار الداخلي للرحم) اللازمة لانغراس الجنين دوراً مهماً جداً في نجاح عملية أطفال الأنابيب IVF. لكي يتمكن الجنين من الانغراس والتعشيش في الرحم بشكلٍ صحيح ويستمر في نموه في رحم الأم؛ فإن جدار الرحم يجب أن يكون بسماكة وحالة مناسبين. في حال عدم نمو وتطور سماكة جدار الرحم (بطانة الرحم) طوال فترة الحمل بمقدار مناسب فإنه قد يعيق انغراس الجنين وبالتالي توقفه عن النمو. لهذا السبب فإن زيارة طبيب متخصص وماهر لإجراء عملية أطفال الأنابيب وتحضير الرحم بشكلٍ جيد لانتقال الجنين من الممكن أن يساعد في فرصة نجاح العلاج.
4. الشذوذات الرحمية
إن بعض المشكلات البنيوية في الرحم مثل وجود التليفات، البوليبات، الرحم ذو القرنين، الانتباذ البطاني الرحمي وجميع الشذوذات الرحمية الخلقية من الممكن أن تعيق انغراس الجنين وتعشيشه في الرحم. تؤدي هذه المشكلات إلى تغيير في شكل جوف الرحم أو تقليل تدفق الدم؛ الأمر الذي يمنع تشكيل بيئة مناسبة لنمو الجنين. في حال تشخيص هذه الشذوذات الرحمية بشكلٍ صحيح قبل نقل الجنين إلى الرحم فإن العديد من هذه المشكلات يمكن علاجها وذلك من خلال إجراء تنظير البطن أو تنظير الرحم.
5. عدم التوازن الهرموني
يلعب التوازن الهرموني دوراً مهماً في تحضير الرحم وتهيئته لقبول الجنين والحمل الناجح. إن أي اضطراب في مستويات الإستروجين والبروجسترون من الممكن أن يسبب اضطراباً في نمو جدار الرحم (الانتباذ البطاني الرحمي)؛ الأمر الذي يقلل من احتمال نجاح انغراس الجنين في الرحم. إضافةً إلى ذلك؛ فإن هرمون الإستروجين والهرمونات الدرقية تساعد في نمو الجنين وتطوره، لذلك فإن اضطراب إفراز هذه الهرمونات من الممكن أن يتسبب في إعاقة نمو الجنين وحدوث الإجهاض.
6. اضطرابات الجهاز المناعي
في بعض الحالات يتعرف الجهاز المناعي للأم على الجنين على أنه جسم خارجي أو غريب بشكلٍ خاطئ؛ هذا الأمر يؤدي إلى منع نمو الجنين وتوقفه. من الممكن أن تأخذ الاضطرابات المناعية أشكالاً مختلفة من جملتها الفشل المتكرر في عملية انغراس الجنين في جدار الرحم أو حتى انخفاض في جودة الحيوانات المنوية والبويضات وبالنتيجة انخفاض جودة الجنين؛ الأمر الذي يعيق نمو الجنين.
7. الظروف المختبرية والتخصص في علم الجنين
في عملية أطفال الأنابيب ، تؤثر الظروف المختبرية بشكلٍ كبير على نمو الجنين. إن بعض العوامل مثل درجة الحرارة، درجة الحموضة PH، مستوى الأكسجة والرطوبة يجب أن تكون بحالتها المثالية وذلك من أجل توفير البيئة المثالية لنمو الجنين.
من ناحيةٍ أخرى تلعب مهارة وخبرة المتخصص في علم الجنين دوراً مهماً جداً في نجاح عملية أطفال الأنابيب IVF وذلك من خلال دوره في عملية الإخصاب، زرع الجنين، وحفظه بالتجميد. لهذا السبب فإن اختيار المركز العلاجي المجهز بالأدوات والأجهزة الحديثة والمتطورة إضافةً إلى المتخصصين من ذوي الخبرة هي الخطوة الأولى والأهم في عملية العلاج من العقم.
8. مهارة الدكتور وخبرته
إن لخبرة الطبيب ومهارته في تحضير الرحم وتهيئته، نقل الجنين إلى الرحم وتحديد الوقت المناسب لذلك؛ أهمية كبيرة في نجاح عملية اطفال انابيب. أيضاً فإن استخدام التقنيات الصحيحة في نقل الجنين إلى الرحم من الممكن أن تزيد فرصة نجاح الانغراس والتعشيش.
9. نمط الحياة
إن لكل من نمط الحياة غير الصحي؛ مثل التدخين، تناول الكحول، النظام الغذائي غير المناسب، الضغط النفسي العالي، والتعرض للملوثات؛ تأثير سلبي على جودة البويضة والحيوانات المنوية، كما أنها قد تعيق تشكيل جنين بجودة عالية في عملية أطفال الأنابيب. أظهرت الدراسات بأن التدخين من الممكن أن يقلل من فرصة نجاح عملية أطفال الأنابيب حتى 34%. إن كلاً من السمنة والضغط النفسي المزمن؛ ومن خلال تأثيرهما على الجهاز الهرموني في الجسم؛ من الممكن أن يمنعا نمو الجنين وانغراسه في الرحم. لهذا السبب؛ يُنصح باتباع نظام حياة صحي قبل ثلاثة أشهر على الأقل من البدء بعملية أطفال الأنابيب ؛ بحيث تزداد فرصة تشكيل جنين بجودة عالية. تعرف على المزيد حول الأطعمة التي تساعدك على زيادة فرص الحمل: نصائح لنظام غذائي صحي قبل الحمل
الطرق المؤثرة لنمو الجنين في عملية أطفال الأنابيب
في السنوات الأخيرة حدثت تطورات ملحوظة في عملية الإخصاب المساعد IVF والتي زادت من فرصة نجاح هذه الطريقة؛ هذا الأمر حسن من تجربة المرضى. فيما يلي في هذا المقال سنناقش أهم الطرق والتقنيات الحديثة في زيادة فرصة نجاح عملية أطفال الأنابيب والتي تؤثر بشكلٍ ملحوظ في عملية نمو الأجنة:
1. الاختبارات الوراثية (PGD/PGS)
تساعد الاختبارات الوراثية قبل الانغراس (PGS وPGD) في كشف الشذوذات الكروموزومية في الجنين قبل نقله إلى الرحم. يقوم الشخص المتخصص بعلم الجنين بكشف وتحديد الأجنة التي تمتلك عدداً مناسباً من الكروموزومات وبنية مناسبة باستخدام هذه الاختبارات ومن ثم استبعادها من النقل إلى الرحم من أجل تجنب حدوث إجهاض الجنين. بالنتيجة؛ يزداد احتمال نمو الجنين، الحمل الناجح وولادة طفل صحي وسليم.

2. التقنيات المختبرية المتطورة
لقد أحدثت التقنيات الحديثة في مجال عملية أطفال الأنابيب تحولاً ملحوظاً في مجال علاج العقم، كما أنها تلعب دوراً مهماً جداً في تحسين نمو الجنين وسلامته. لا تزيد هذه التطورات من فرصة نجاح الحمل فحسب وإنما تساعد الأطباء والمتخصصين في مراقبة المراحل الحساسة من الإخصاب ونمو الجنين بدقة أكبر واتخاذ قرارات أكثر مثالية.
- من جملة هذه التقنيات تصوير التايم – لابس (Time-lapse imaging). توفر هذه التقنية إمكانية مشاهدة مراحل نمو الجنين بشكلٍ مستمر ودون توقف دون الحاجة إلى إخراج الجنين من البيئة الزرعية في المختبر. بمساعدة هذه الطريقة بإمكان الشخص المتخصص في علم الجنين أن يختار الجنين الأفضل من حيث النمو والانقسام الخلوي وذلك لنقله إلى الرحم بهدف رفع احتمال نجاح انغراس الجنين وتعشيشه في الرحم.
- لصق الجنين (EmbryoGlue) هي أيضاً إحدى الطرق المتطورة الأخرى التي تساعد في التصاق الجنين في جدار الرحم بشكلٍ أفضل وذلك من خلال تقليد المركبات الطبيعية الموجودة داخل الرحم.
أيضاً فإن البيئات الزرعية الغنية بالمواد المغذية وعوامل النمو توفر الظروف المثالية لنمو الجنين في بيئة المختبر.
- إن الملاحظة الأخرى المهمة جداً هي جودة البيئة المختبرية. إن عوامل مثل درجة الحرارة المستقرة، جودة الهواء، عدم وجود الملوثات الكيميائية والميكروبية، واستخدام أحدث التجهيزات الخاصة بعملية التخصيب تؤثر بشكلٍ مباشر في نمو الجنين وبقائه. لهذا السبب فإن اختيار المركز الطبي المزود بالمختبرات المتطورة وفقاً لأعلى معايير ضبط ومراقبة الجودة؛ من الممكن أن تلعب دوراً محدِّداً في نجاح عملية أطفال الأنابيب.
3. استشارة دكتور متخصص وصاحب خبرة
إن مهارة وخبرة الطبيب في تجهيز الرحم واختيار المكان الأفضل لانغراس الجنين فيه هي عوامل تلعب دوراً مهماً في نجاح عملية أطفال الأنابيب. يقوم الطبيب المتخصص وصاحب الخبرة بفحص ثخانة جدار الرحم وذلك باستخدام تصوير سونوغرافي دقيق كما يقوم بتقييم التروية الدموية للرحم مما يساعد في تحديد الوقت الأمثل والمكان الأفضل لنقل الجنين إليه. إن هذه الدقة في اتخاذ القرار من الممكن تشكل الفارق بين الحلقة الناجحة وغير الناجحة لعملية أطفال الأنابيب. لهذا السبب؛ فإن اختيار طبيب متخصص وملتزم يعتبر خطوة أساسية في في رحلة العلاج من العقم؛ لذلك فإنه يجب القيام بهذه المرحلة بدقة ووعي كاملين.
4. تحسين نمط الحياة لعملية أطفال أنابيب
يُعتبر نمط الحياة عامل مهم آخر من العوامل التي تسبب تؤثر في نجاح عملية أطفال الانابيب. إن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة، الدهون الصحية، والبروتين خاصةً النظام الغذائي المتوسطي يساعد في تعزيز جودة البويضة و الحيوانات المنوية. تُعرف المكملات مثل CoQ10 ، DHEA وحمض الفوليك من وجهة نظر علمية في تعزيز جودة البويضات بشكل فاعل ومؤثر. إن تجنب التدخين، وتناول الكحول، التقليل من تناول الكافئين والحصول على كميات كافية من النوم أيضاً تساعد في انغراس الجنين بشكلٍ ناجح. أيضاً فإن القيام باليوغا، التأمل واستشارة الخبراء النفسيين يساعد في تخفيف الضغط النفسي، تنظيم الهرمونات، وزيادة الجاهزية الذهنية وفي النهاية زيادة فرصة نجاح العلاج. تعرف على المزيد حول النصائح لتعزيز فرص نجاح عملية التلقيح الصناعي: كيف تزيد من فرص نجاح عملية اطفال الانابيب؟
5. استخدام الطرق البديلة
بالنسبة للأزواج الذين يواجهون مشكلات خطيرة في جودة وعدد البويضات والحيوانات المنوية بإمكانهم استخدام طرق بديلة التي من الممكن أن تكون فاعلة إلى حدٍ كبير. في الحالات التي تعاني فيها الزوجة من انخفاض مخزون المبيض بسبب التقدم في السن واليأس أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض والشذوذات الوراثية؛ فإن استخدام التبرع بالبويضات من الممكن أن يزيد من فرصة نجاح أطفال الأنابيب بشكلٍ ملحوظ. إن المتبرعات بالبويضات هن نساء شابات وأصحاء تكون لديهن جودة البويضات عالية ويقمن بالتبرع بالبويضات بشكل تطوعي للزوجين.
في حال كان انخفاض جودة الحيوانات المنوية أو انعدام الحيوانات المنوية، هو السبب وراء العقم، فإن استخدام الحيوانات المنوية المتبرع بها قد يساعد في تشكيل جنين بجودة عالية وبالتالي نجاح عملية أطفال الأنابيب.
إن تقديم خدمات التبرع هي طريقة قانونية ومعروفة في إيران. هذه الخدمات يتم تقديمها وإجراءها بدقة عالية في مراكز موثوقة ومعتبرة لعلاج العقم في إيران. هذا الأمر يزيد من فرصة نجاح عملية أطفال الأنابيب بالتبرع بالبويضات في أفضل مراکز أطفال ألانبیب ومستشفيات علاج العقم في ایران بنسبة 60%.

لماذا لا تنمو بعض الأجنة بعد استرجاعها من المجمدة؟
في الخطوة الأولى يجب أن نعرف أن عدم نمو بعض الأجنة بعد حل تجميدها في عملية أطفال الأنابيب هو أمر لا يعتبر غير طبيعي. وإن العديد من الأزواج يواجهون هذه القضية. هناك العديد من الأسباب لهذه الظاهرة والتي تتضمن:
-
الجودة الذاتية للجنين
إن الأجنة التي تعاني من تشوهات أو شذوذات من وجهة نظر وراثية أو التي تعاني من انخفاض جودتها من الممكن ألا تنمو بعد حلها من التجميد بسبب عدم امتلاكها القدرة على النمو. تُلاحظ هذه القضية بشكلٍ أكبر في الأجنة التي تعاني من مشاكل كروموزومية.
-
الضغط الناتج عن التجمد وفك التجميد
إن عمليات التجمد وبعد ذلك فك التجميد من الممكن أن تسبب إجهاداً للخلايا المكونة للجنين. على الرغم من التقنيات المتطورة المستخدمة في التجميد؛ إلا أن الأجنة لا تقاوم هذه العملية بنفس الدرجة. عادةً تكون الأجنة التي تمتلك جودة منخفضة من البداية أقل مقاومة لهذه العملية.
-
الظروف المختبرية
تؤثر التفاصيل الفنية مثل طريقة التجميد، مدة التجميد ودرجة الحرارة المناسبة وجودة المواد المستخدمة على بقاء الجنين بعد التجميد، لهذا السبب فإنه يجب توخي الحذر والدقة والحساسية لهذا الأمر.
لكن لا داعي للقلق! في الحقيقة فإن حدوث مثل هذا الأمر لا يعني بأن المشكلة خطيرة لهذه الدرجة أو أن الزوجين لا يمكنهما الحمل والإنجاب. في الحقيقة فإن توقف نمو بعض الأجنة بعد فك التجميد يساعد المتخصصين في اختيار أفضل الأجنة وأكثرها صحةً وسلامة لنقلها إلى الرحم؛ الأمر الذي يزيد من فرصة نجاح عملية أطفال الأنابيب.
كخلاصة
اليوم ومع التطور العلمي؛ فإن تحقيق الحلم بإنجاب طفل صحي وسليم بالنسبة للأزواج الذين يعانون من مشكلة عدم القدرة على الإنجاب؛ لم يعد بعيد المنال. نحن نعلم بأن رحلة العلاج من العقم ليست سلسة دائماً ومن الممكن أن أن تترافق بالعديد من التحديات. لكن ومع تحليكم بالوعي والحصول على الاستشارات من المتخصصين من أصحاب الخبرة فإن بإمكانكم التغلب على هذه التحديات. تتمثل إحدى هذه التحديات بعدم نمو الأجنة في عملية أطفال الأنابيب والتي تحدث في الكثير من الحالات بسبب الجودة المنخفضة للبويضات أو الحيوانات المنوية أو نتيجة مشكلات وراثية في الجنين. إن تحسين جودة الحياة، استخدام تقنيات الفحص الوراثي للجنين وفي بعض الحالات استخدام الطرق البديلة (التبرع بالبويضات/الحيوانات المنوية) من الممكن أن يساعد في تحسين جودة الجنين ونموه وانغراسه في الرحم.
إضافةً إلى ذلك فإن اختيار المركز العلاجي المجهز بالمختبرات المتطورة في مجال علم الجنين ووجود الأطباء المتخصصين والخبراء له تأثير كبير جداً في تشكيل جنين بجودة عالية، كما أن نقل الجنين إلى رحم الأم في الوقت المناسب من الممكن أن يدعم النمو الجيد والمناسب للجنين في عملية أطفال الأنابيب. للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول أفضل مراكز علاج العقم في إيران وأكثرها تجهيزاً بإمكانكم التواصل معنا.
مراجع:
Study Finds Why Many IVF Embryos Fail to Develop
Day 3 To Day 5 Embryo Freezing & Transfer Survival Rates
Methods to improve frozen-thawed blastocyst transfer outcomes- the IVF laboratory perspective











